توحيد الاولوهية
توحيد الألوهية : وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.
بألا تكون عبداً لغير الله، لا تعبد ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا شيخاً ولا أماً ولا أباً، لا تعبد إلا الله وحده، فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد، ولهذا يسمى: توحيد الألوهية، ويسمى: توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.
والعبادة مبنية على أمرين عظيمين، هما المحبة والتعظيم، الناتج عنهما: ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا)(الأنبياء: من الآية90) ، فبالمحبة تكون الرغبة، وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف.
ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي: أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر، ونواهي مبنية على التعظيم والرهبة من هذا العظيم.
فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه الأكمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت، (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء)(يوسف: من الآية24) ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، لأنك تعبد الله رغبة ورهبة.
فما معنى العبادة ؟
العبادة: تطلق على أمرين، على الفعل والمفعول.
تطلق على الفعل الذي هو التعبد، فيقال: عبد الرجل ربه عبادة وتعبداً وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر على المصدر، ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها: "التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه". وكل من ذل لله عز بالله ، ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه)(المنافقون: من الآية8) .
وتطلق على المفعول، أي: المتعبد به وهي بهذا المعنى تعَّرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة[3].
هذا الشيء الذي تعبدنا الله به يجب توحيد الله به، لا يصرف لغيره، كالصلاة والصيام والزكاة والحج والدعاء والنذر والخشية والتوكل.. إلى غير ذلك من العبادات.
فإن قلت: ما هو الدليل على أن الله منفرد بالألوهية؟
فالجواب: هناك أدلة كثيرة، منها:
قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) .
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت)(النحل: من الآية36) .
وأيضاً قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)(آل عمران: من الآية18) ، لو لم يكن من فضل العلم إلا هذه المنقبة، حيث إن الله ما أخبر أن أحداً شهد بألوهيته إلا أولو العلم، نسأل الله أن يجعلنا منهم : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ) ، بالعدل، ثم قرر هذه الشهادة بقوله: (لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، فهذا دليل واضح على أنه لا إله إلا الله عز وجل، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله . هذه الشهادة الحق .
إذا قال قائل: كيف تقرونها مع أن الله تعالى يثبت آلهة غيره، مثل قوله تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر)(القصص: من الآية88) ، ومثل قوله: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِه)(المؤمنون: من الآية117) ، ومثل قوله:( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْء)(هود: من الآية101) ، ومثل قول إبراهيم: (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) (الصافات:86) .. إلى غير ذلك من الآيات، كيف تجمع بين هذا وبين الشهادة بأن لا إله إلا الله ؟
فالجواب: أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة، مجرد تسمية، (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)(لنجم: من الآية23) ، فألوهيتها باطلة، وهي وإن عبدت وتأله إليها من ضل، فإنها ليست أهلا لأن تعبد، فهي آلهة معبودة، لكنها آلهة باطلة،(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)(لقمان: من الآية30) .
وهذا النوعان من أنواع التوحيد لا يجحدهما ولا ينكرهما أحد من أهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام، لأن الله تعالى موحد بالربوبية والألوهية، لكن حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر، كغلاة الرافضة مثلاً، الذين يقولون: إن علياً إليه، كما صنع زعيمهم عبد الله بن سبأ، حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: أنت الله حقاً لكن عبد الله بن سبأ أصله يهودي دخل في دين الإسلام بدعوى التشيع لآل البيت، ليفسد على أهل الإسلام دينهم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: "إن هذا صنع كما صنع بولص حين دخل في دين النصارى ليفسد دين النصارى"[4] .
هذا الرجل عبد الله بن سبأ قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنت الله حقاً وعلي ابن أبي طالب لا يرضى أن أحداً ينزله فوق منزلته هو حتى إنه رضي الله عنه من إنصافه وعدله وعلمه وخبرته كان يقول على منبر الكوفة: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر[5] ، يعلن ذلك في الخطبة، وقد تواتر النقل عنه بذلك رضي الله عنه، والذي يقول هكذا ويقر بالفضل لأهله من البشر كيف يرضي أن يقول له قائل: إنك أنت الله؟ ولهذا عزرهم أبشع تعزير، أمر بالأخاديد فخدت، ثم ملئت حطباً وأوقدت، ثم أتى بهؤلاء فقذفهم في النار وأحرقهم بها، لأن فريتهم عظيمة ـ والعياذ بالله ـ وليست هينة، ويقال: إن عبد الله بن سبأ هرب ولم يمسكوه المهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحرق السبئية بالنار، لأنهم ادعوا فيه الألوهية.
فنقول: كل من كان من أهل القبلة لا ينكرون هذين النوعين من التوحيد: وهما: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وإن كان يوجد في بعض أهل البدع من يُؤَلِهُ أحداً من البشر.
المصدر:الشيخ بن عثيمين/ شرح العقيدة الواسطية
.. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ..
نجلة قستي
توحيد الربوبية
يقصد بتوحيد الربوبية إفراد الله عز وجل بأفعاله ، وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله عز وجل بالخلق ، والرزق ، والإحياء ، والإماتة ، والملك ، والتدبير ، وسائر ما يختص به من أفعال ، وقد كان هذا النوع من التوحيد واضحا بيِّنا حتى لدى المشركين والكفار ، لوضوح دلائله ، وجلاء آياته .
وقد قص الله عز وجل علينا في كتابه الكريم قصة طاغيين ادعيا بعض خصائص الربوبية ، فعاقبهما الله عز وجل ، بجنس ما ادعياه .
فهذا طاغية يسمى النمرود بن كنعان ادعى أنه قادر على إحياء الموتى مضاهيا بذلك رب العزة والجلال ، فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا أن طلب منه فعلا آخر من أفعال الرب - جل جلاله - وهو تسيير الشمس من المشرق إلى المغرب ، فعجز ، وبهت ، ولم يستطع إلى ذلك سبيلا ، قال تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين } (البقرة:258)، وقد ذكر أهل التفسير : أن الله عز وجل ابتلى النمرود بذبابة دخلت رأسه وجعلت تطن ، وهو يحاول إخراجها ، لكن دون جدوى ، فما كان منه إلا أن أمر عبيده أن يضربوا رأسه بالنعال ، إلى أن مات ، فهذا الذي ادعى إحياء الموتى قد عجز أن يميت ذبابة على صغر حجمها ، وقربها منه ، وإيذائها له ، فكيف تصح دعواه بعد ذلك ؟! .
وأما الطاغية الثاني : فهو فرعون عليه لعنة الله ، الذي ادعى الربوبية ، وذكر الله تعالى قوله في ذلك : ( أنا ربكم الأعلى ) ( النازعات : 24 ) ، ومع ادعائه الربوبية ، لم يستطع أن ينجي نفسه من الغرق ، فأي رب هذا الذي يغرق ، ثم لا يستطيع أن ينجي نفسه .
فهذه الآيات تدلنا على تفرده سبحانه بالربوبية ، وأن الأمر إليه أولاً ، وآخراً ، { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين }( الأعراف:54).
وقد كان المشركون معترفين بهذه الحقيقة ، اعترافا نطقت به ألسنتهم ، فاحتج سبحانه بهذه الاعتراف على ضلال مسلكهم في عبادتهم غيره ، وتوجههم إلى سواه ، قال تعالى : { قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون () قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون } ( يونس:34- 35 )
وقال تعالى: { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون } (العنكبوت:63) .
ذلك أن المنطق العقلي يقتضي أن تصرف العبادة إلى الخالق الرازق ، الذي بيده مقاليد الأمور ، أما صرفها إلى من لا يملك لنفسه - فضلا عن غيره - ضرا ، ولا نفعاً ، فهذا مما لا تقر به العقول السليمة ، ولا تؤيده الفطر المستقيمة .
وعلى ضوء ما سبق ، يبدو جليا تضافر أدلة الكتاب مع أدلة العقل على إثبات وحدانية الله عز وجل في ربوبيته ، ويتبين أيضاً مدى ضلال المشركين في عبادتهم غير الله عز وجل من الشجر ، والحجر ، وغيرها من المعبودات التي لا تملك لهم ضراً ، ولا نفعاً ، وقد جاءهم من الحجج ، والبراهين ما لا يستطيعون دفعه،ولا يملكون رفعه .
نجلة قستي
شروط قبول العبادة
قال شيخ الإسلام : العبادة لها أصلان ( شرطان للقبول ) : ــ
أ ) الإخلاص : وهو أن لا يعبد إلا الله تعالى . أي لا يبتغي في عبادته سوى مرضاة الله .
ب) الاتباع : وهو أن لا يعبد الله إلا بما شرع سبحانه من العبادات .
فما كان من البدع التي ليست في القرآن ولا في صحيح السنة فإنها وإن قالها من قالها وعمل بها من عمل ليست مشروعة فإن الله لا يحبها ولا رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح. [ العبودية ص 41 ]
ــ انقسام الناس في تحقيق شروط قبول العبادة : ــ
1ــ أهل الإخلاص والاتباع : وهم (1) أعمالهم كلها لله وأقوالهم لله وعطائهم لله ومنعهم لله وحبهم لله وبغضهم لله ومعاملتهم ظاهرا ً وباطنا ً لله وحده .
و (2) ولا يعبدون الله إلا بما شرع من العبادات في الكتاب والسنة الصحيحة .
2ــ من لا إخلاص لهم ولا اتباع : فليس عمله موافقا ً للشرع . وليس عمله خالصا ً للمعبود كأعمال المتزينين للناس المرائين لهم بما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء شر الخلق وأمقتهم إلى الله عز وجل قال تعالى { ولا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } [ آل عمران 188 ] .
3ــ أهل إخلاص بدون اتباع : كجهال العُبّاد والمنتسبين إلى طريق الفقر والزهد (الصوفية ) وكل من عبد الله بغير أمره واعتقد أن عبادته هذه قربة إلى الله تعالى فهذا حاله .
كمن يظن أن المكاء والتصدية قربة .
( المكاء والتصدية هما الصفير والتصفيق عند الطواف حول الكعبة كما كان يفعله المشركون في الجاهلية) .
وأن صيام يوم الفطر قربة .
ومن يكمن في خلوته تاركا ً الجمعة والجماعة .
4ــ أهل اتباع بدون إخلاص : من أعماله على متابعة الأوامر لكنها لغير الله كعبادة المرائين .
كالرجل يقاتل رياء وحمية وشجاعة ليقال شجاع وغيرها ويقرأ القرآن ليقال قارئ ويتصدق ليقال متصدق والله يقول { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } [ البينة 5 ]
salma musaddi
الرجاء
1- اسم الرجاء غالباً ما يرد مقروناً بالخوف أو بأحد معانيه ، وهذا القِران ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إنّ عذاب ربك كان محذوراً } الإسراء ، 57.
كما ورد أيضاً في السنة الشريفة ، حيث ذُكر أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاب وهو في سياق الموت ، ( فقال : " كيف تجدك ؟ " فقال : أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمعان في قلب عبد ، في مثل هذا الموطن ، إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف " ) رواه ابن ماجه .
2- اسم الرجاء قد يطلق في بعض الأحيان ويُراد به الخوف كما ورد في قوله تعالى : {ما لكم لا ترجون لله وقاراً } نوح ، 13. أي لا تخافون لله عظمة .
ولهذا لم يفرق الحارث المحاسبي في تعريفه للرجاء بينه وبين الخوف فكان مما قال : الرجاء هو " أن ترجو قبول الأعمال ، وجزيل الثواب عليها ، وتخاف مع ذلك أن يرد عليك عملك ، أو يكون قد دخلته آفة أفسدته عليه " .
معنى الرجاء ودلائله
جاء في معنى الرجاء أنه : " حسن الظن بالله تعالى في قبول طاعة وُفِّقت لها أو مغفرة سيئة تُبت منها " .
ومن هذا التعريف يمكن الاستنتاج أن رجاء رحمة الله لا يكون مع ترك الطاعات وعدم الالتزام بالنواهي ، فإن هذا يسمى اغتراراً والله تعالى يقول :{ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنَّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور }، فاطر 5.
كما أن الله سبحانه وتعالى سمى من يقوم بهذا الفعل بالخَلف ، والخَلف اسمٌ يطلق على الرديء من الناس ، قال تعالى :{ فخلف من بعدهم خَلفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا يعقلون } ، الأعراف ، 169.
أما دلائل وجوب رجاء رحمة الله عز وجل فقد وردت في القرآن والسُّنة وأحاديث الصحابة والصالحين ، قال تعالى :{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }
قد ذم الله عز وجل اليأس والقنوط من رحمته فقال تعالى :{ إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون }،
salma musaddi
الخوف
القسم الأول : دلائل الخوف من الله عز وجل
يتضمن هذا القسم الأسئلة التالية :
- هل تشعرين بالخوف عندما تفكرين بصفات الله عز وجل ؟
- هل تكثرين في دعائك من قول: " يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك " ؟
- هل منعك خوفك من الله عز وجل من أكل الحرام مع كونك كنت محتاجة ؟
- هل تشعرين بالخوف إذا تفكرت بذنوبك الماضية والحاضرة ؟
- هل كففت يوماً عن معصية خوفاً من عقاب الله عز وجل عليها ؟
- هل تقومين بالطاعة وتخافين أن لا يتقبّلها الله عز وجل منك ؟
- هل تخافين أن تموتي على غير الإسلام ؟
- هل تخافين من الموت وما وراءه من عذاب القبر وعذاب يوم القيامة ؟
القسم الثاني : دلائل ضعف الخوف من الله عز وجل
يتضمن هذا القسم الأسئلة التالية :
- هل تعتقدين أن الله عز وجل سيُدخل الجنة كل الناس لكونه غفوراً رحيماً ؟
- هل تشعرين أنك ستدخلين الجنة مع علمك بتقصيرك في العبادات والطاعات ؟
- هل تعتقدين أنك تقومين بكل العبادات المطلوبة منك على أحسن وجه ؟
- هل تشعرين أنك لم ترتكبي في حياتك ذنوباً تستحق العقاب ؟
- هل تخافين من الناس أكثر مما تخافين من الله عز وجل ؟
- هل تشعرين أن للجنِّ والإنس قُدرة على جلب النفع ومنع الضُّر؟
- هل تخافين أن تصابي بالفقر والجوع والمرض ؟
- هل تأمنين على نفسك من سوء الخاتمة ومن عذاب القبر وعذاب جهنم ؟
2- لن يصح إيمان العبد ما لم يخف من عقوبة الله سبحانه وتعالى على ذنبه ، فالعبد بين مخافتين "ذنب قد مضى ولا يدري ما الله يصنعُ فيه وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما يصيب منه من المهالك ".
salma musaddi
التوكل
هو في اللغة الاعتماد على الغير في أمر ما، واصطلاحا: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة [العلوم والحكم لابن رجب (409)].
وقال الجرجاني رحمه الله: التوكل هو الثقة بما عند اللّه، واليأس عما في أيدي الناس [التعريفات (74)].
التوكل والأخذ بالأسباب.
لابد هنا من لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].
وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «لا تبشّرهم فيتكلوا» دليل على أنه لابد من بذل الأسباب وعدم الاتكال.
الأمر الثاني: تتخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها.
ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب.
ولما أراد الله أن يطعم مريم وهي في حالة وهن وضعف أمرها أن تهز جذع النخلة؛ لأن السبب يتخذ ولو ضعف.
الأمر الثالث: أن لا يعتمد عليها، وإنما يجعل اعتماده على الله تعالى.
ابذل السبب ولو كان يسيراً، واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.
salma musaddi
نواقض الإسلام
أن الله سبحانه أوجب على جميع العباد الدخول في الإسلام والتمسك به والحذر مما يخالفه، وبعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى ذلك، وأخبر عز وجل أن من اتبعه فقد اهتدى، ومن أعرض عنه فقد ضل، وحذر في آيات كثيرات من أسباب الردة، وسائر أنواع الشرك والكفر، وذكر العلماء رحمهم الله في باب حكم المرتد أن المسلم قد يرتد عن دينه بأنواع كثيرة من النواقض التي تحل دمه وماله، ويكون بها خارجا من الإسلام، ومن أخطرها وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل العلم رحمهم الله جميعا، ونذكرها لك فيما يلي على سبيل الإيجاز؛ لتحذرها وتحذر منها غيرك، رجاء السلامة والعافية منها، مع توضيحات قليلة نذكرها بعدها:
الأول: الشرك في عبادة الله تعالى، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[1]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[2]، ومن ذلك دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم كمن يذبح للجن أو للقبر.
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا.
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه - فهو كافر.
فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه
ويدخل في القسم الرابع: من اعتقد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الإسلام، أو أنها مساوية لها، أو أنه يجوز التحاكم إليها، ولو اعتقد أن الحكم بالشريعة أفضل، أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه، دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى، ويدخل في الرابع أيضا من يرى أن إنفاذ حكم الله في قطع يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر، ويدخل في ذلك أيضا كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة؛ لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرمه الله إجماعا، وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة؛ كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله - فهو كافر بإجماع المسلمين.
salma musaddi
الانحراف عن توحيد الربوبية
قد ينحرف بعض الناس عما فطره الله عليه من التوحيد بسبب التربية الفاسدة والبيئة الملحدة فيقع في الضلال والانحراف كما قال النبي صلي الله عليه وسلم : «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه»(1). ولم يذكر الإسلام هنا لأن الإسلام هو الأصل قبل الانحراف، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى:«خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً»(2) أي صَرفتهم إلى الشهوات والشبهات والبدع وعبادة الأصنام واتخاذها أرباباً من دون الله فوقعوا في الضلال والضياع و التفرق والاختلاف ، كل يتخذ له رباً يعبده غير رب الآخر.
وقد حصل الانحراف في توحيد الربوبية باتجاهين :
الأول : الإلحاد والإنكار
وأشهر من عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الرب تعالى فرعون الذي قال : ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾(3).
وقد كان مستيقناً في الباطن بربوبية الله وحده كما قال له موسى عليه السلام:﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )
(4). وقال الله عز وجـل عنه وعن قومــه:
﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾(5).
وكذلك يوجد من الملاحدة كالشيوعيين من يتظاهر بإنكار وجود الرب الخالق سبحانه، وهذا كله مكابرة وإلا فهم في الباطن عارفون بالله الخالق المدبر سبحانه وتعالى، ولذا نجدهم في الاضطرار عند الشدائد والكروب يرجعون إلى ربهم ويتعلقون به.
الثاني : الإشــــراك
والإشراك في توحيد الربوبية هو نسبة شيء من أفعال الله تعالى إلى المخلوق كاعتقاد خالق مع الله أو رازق أو مدبر يشارك الله تعالى فيما يختص به من الأفعال.
ومن ذلك اعتقاد الصابئة والمنجمين أن للكواكب تأثيراً تستقل به على الحوادث الأرضية.
واعتقاد المجوس أن للعالم خالقين هما النور والظلمة واعتقاد بعض الغلاة أن بعض المخلوقين يتصرفون في العالم ويدبرونه.
مصطلحات
الصابئة
ديانة وضعية قومية تتشكل من خليط من الديانات الوثنية والكتابية والعقائد والفلسفات الأخرى.
المجوسية
ديانة وضعية ثانوية يقدس أتباعها النار وهي ديانة الفرس قبل الإسلام.
----------------------------------------------
(1) سبق تخريجه ص17.
(2) أخـرجـه مسلـم كتـاب الجنـة وصفة نعيمهـا،
(3) سورة النازعات الآية : 24.
(4) سورة الإسراء الآية : 102.
باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة
(5) سورة النمل الآية : 14.
وأهل النار برقم 2865.
malaak jabr
التوحيـــد
تعريف التوحيد :
التوحيـد لغـة: الإفراد.
التوحيـد شرعاً : هو اعتقاد تفرد الله تعالى بالربوبية والالوهية وما له من الأسماء والصفات.
أنـــواع الـتـوحـيــد
التوحيد ثلاثة أنواع : توحيد الألوهية , توحيد الربوبية , توحيد الأسماء والصفات
1 ـ توحيد الربوبية :
توحيد الربوبية هو : إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والرزق.
شــرح التعريف :
إفراد الله تعالى بالخلق : هو اعتقاد أنه لا خالق إلا الله تعالى كما قال عز وجل إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (1)
إفراد الله تعالى بالتدبير والرزق : هو اعتقاد أنه لا مدبر ولا رازق إلا اللّه وحده كما قال تعالـى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (2)
إفراد الله تعالى بالتدبير بالملك : هو اعتقاد ان كل شيئ ملك لله تعالي كما قال عز وجل : قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (3)
وقال تعالى : وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (4)
الناس مفطورون على التوحيد :
خلق الله الخلق مفطورين على التوحيد ومعرفـة الرب الخالق سبحانه كما قال تعالى : قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهْوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (5)
وقال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6)
وقال تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (7)
فالإقرار بربوبية اللّه والتوجه إليه أمر فطري وقد قال النبي « ما من مولود إلا يولد على الفطرة » (8).
فلو خلي بين العبد وفطرته لاتجه إلى التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب، ودلت عليه الآيات الكونية.
إثرائية :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك فإذا طلـب رزقه من اللّه صار عبدًا للّه فقيراً إليه وإن طلبه من مخلوق صار عبداً لذلك المخلوق فقيراً إليه.
مجموع الفتاوى 10 / 182.
وقد كان المشركون الذين بعث فيهم الرسول محمد مقرين بتوحيد الربوبية ولم ينفعهـم ذلك كما قال تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)
وقال تعالى : قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (10)
ربوبية الله تعالى للمخلوقات وانقيادها له :
إن جميع المخلوقات والعوالم منقادة لله خاضعة لسلطانه تجري وفق إرادته وطوع أمره، لا يستعصي عليه منها شيء، تقوم بوظائفها وتؤدي نتائجها بنظام دقيق، وتسبح خالقها وتنزهـه عن النقص والعجز والعيب. قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (11)
فهذه المخلوقات؛ صامتها وناطقها الحيوان منها والجماد، كلها مطيعة لله منقادة لأمره الكوني، وكلها تنزه الله عن النقص و العيوب بلسان الحال ولسان المقال، فكلما تدبر العاقل هذه المخلوقات علم أنها خلقت بالحق وللحق، وأنها مسخرات ليس لها تدبير ولا استعصاء عن أمر مدبرها، فالجميع مقرون بالخالق بفطرتهم.
وليس لأحد من المخلوقات خروج عما شاءه الله وقدره وقضاه، ولا حول ولا قوة إلا به، وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف يشاء، وهو خالقهم كلهم وبارئهم ومصورهم، وكل ما سواه فهو عبد مربوب، وهو سبحانه الواحد القهار الخالق البارئ المصور. والعبد المؤمن مع أنه خاضع لله طوعاً فهو مسلم لله قائم بما أمره الله به شرعاً، وأما الكافر فمع خضوعه لجميع ما قدره الله عليه كغيره من المخلوقات إلا أنه غير منقاد لما أمره الله به شرعاً.
______________________________
(1) سورة الاعراف الاية : 54 .
(2) سورة فاطر الاية :3.
(3) سورة يونس الاية 31 .
(4) سورة الفتح الاية :14 .
(5) سورة المؤمنون الايتان :88-89
(6) سورة الروم الاية :30 .
(7) سورة الاعراف الاية : 172 .
(8) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب لا تبديل لخلق اللّه برقم 4497، ومسلم في كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين برقم 2658
(9) سورة الزخرف الآية : 9.
(10) سورة المؤمنون الآيات : 84 ، 89
(11) سورة الإسراء الآية : 44
malaak jabr
تعريف التوحيد :
التوحيـد لغـة: الإفراد.
التوحيـد شرعاً : هو اعتقاد تفرد الله تعالى بالربوبية والالوهية وما له من الأسماء والصفات.
أنـــواع الـتـوحـيــد
التوحيد ثلاثة أنواع : توحيد الألوهية , توحيد الربوبية , توحيد الأسماء والصفات
1 ـ توحيد الربوبية :
توحيد الربوبية هو : إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والملك والتدبير والرزق.
شــرح التعريف :
إفراد الله تعالى بالخلق : هو اعتقاد أنه لا خالق إلا الله تعالى كما قال عز وجل إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (1)
إفراد الله تعالى بالتدبير والرزق : هو اعتقاد أنه لا مدبر ولا رازق إلا اللّه وحده كما قال تعالـى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (2)
إفراد الله تعالى بالتدبير بالملك : هو اعتقاد ان كل شيئ ملك لله تعالي كما قال عز وجل : قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (3)
وقال تعالى : وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (4)
الناس مفطورون على التوحيد :
خلق الله الخلق مفطورين على التوحيد ومعرفـة الرب الخالق سبحانه كما قال تعالى : قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهْوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (5)
وقال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6)
وقال تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (7)
فالإقرار بربوبية اللّه والتوجه إليه أمر فطري وقد قال النبي « ما من مولود إلا يولد على الفطرة » (8).
فلو خلي بين العبد وفطرته لاتجه إلى التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب، ودلت عليه الآيات الكونية.
إثرائية :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك فإذا طلـب رزقه من اللّه صار عبدًا للّه فقيراً إليه وإن طلبه من مخلوق صار عبداً لذلك المخلوق فقيراً إليه.
مجموع الفتاوى 10 / 182.
وقد كان المشركون الذين بعث فيهم الرسول محمد مقرين بتوحيد الربوبية ولم ينفعهـم ذلك كما قال تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)
وقال تعالى : قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (10)
ربوبية الله تعالى للمخلوقات وانقيادها له :
إن جميع المخلوقات والعوالم منقادة لله خاضعة لسلطانه تجري وفق إرادته وطوع أمره، لا يستعصي عليه منها شيء، تقوم بوظائفها وتؤدي نتائجها بنظام دقيق، وتسبح خالقها وتنزهـه عن النقص والعجز والعيب. قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (11)
فهذه المخلوقات؛ صامتها وناطقها الحيوان منها والجماد، كلها مطيعة لله منقادة لأمره الكوني، وكلها تنزه الله عن النقص و العيوب بلسان الحال ولسان المقال، فكلما تدبر العاقل هذه المخلوقات علم أنها خلقت بالحق وللحق، وأنها مسخرات ليس لها تدبير ولا استعصاء عن أمر مدبرها، فالجميع مقرون بالخالق بفطرتهم.
وليس لأحد من المخلوقات خروج عما شاءه الله وقدره وقضاه، ولا حول ولا قوة إلا به، وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف يشاء، وهو خالقهم كلهم وبارئهم ومصورهم، وكل ما سواه فهو عبد مربوب، وهو سبحانه الواحد القهار الخالق البارئ المصور. والعبد المؤمن مع أنه خاضع لله طوعاً فهو مسلم لله قائم بما أمره الله به شرعاً، وأما الكافر فمع خضوعه لجميع ما قدره الله عليه كغيره من المخلوقات إلا أنه غير منقاد لما أمره الله به شرعاً.
______________________________
(1) سورة الاعراف الاية : 54 .
(2) سورة فاطر الاية :3.
(3) سورة يونس الاية 31 .
(4) سورة الفتح الاية :14 .
(5) سورة المؤمنون الايتان :88-89
(6) سورة الروم الاية :30 .
(7) سورة الاعراف الاية : 172 .
(8) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب لا تبديل لخلق اللّه برقم 4497، ومسلم في كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين برقم 2658
(9) سورة الزخرف الآية : 9.
(10) سورة المؤمنون الآيات : 84 ، 89
(11) سورة الإسراء الآية : 44
malaak jabr
الانحراف عن العقيدة السليمة
نشـأتـه :
كان الناس منذ عهد آدم عليه السلام على الفطرة والتوحيد عدة قرون ثم حدث الانحراف فأول ما حدث الشرك والانحراف عن العقيدة في قوم نوح عليه السلام , فكان هو أول الرسل , قال تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ(1). قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلهم على الإسلام . ويشهد لهذا قوله تعالى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ (2) بعثة الأنبياء سببها انحراف أممهم عن الدين الصحيح فكانوا يأمرونهم بالتوحيد وينهونهم عن الشرك قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ (3). وكان العرب على دين إبراهيم عليه السلام حتى وقع فيهم الشرك كغيرهم من الأمم وذلك حينما جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغير دين إبراهيم وجلب الأصنام إلى ارض العرب والى ارض الحجاز بصفة خاصة , فعبدت من دون الله وانتشر الشرك في هذه البلاد المقدسة وما جاورها , إلى أن بعث الله نبيه محمداً خاتم النبيين فدعا الناس إلى التوحيد وإتباع ملة إبراهيم وجاهد في الله حق جهاده وكسر الأصنام حتى عادت عقيدة التوحيد , فأكمل الله به الدين وأتم به النعمة على العالمين وسارت على نهجه القرون المفضلة من صدر هذه الأمة , إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة ودخلها الدخيل من الديانات الأخرى , فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة بسبب دعاة الضلال والغلو في الأولياء والصالحين وادعاء المحبة لهم حتى بنيت الأضرحة على قبورهم , كان الناس منذ عهد آدم عليه السلام على الفطرة والتوحيد عدة قرون ثم حدث الانحراف فأول ما حدث الشرك والانحراف عن العقيدة في قوم نوح عليه السلام , فكان هو أول الرسل , قال تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ . قال ابن عباس كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلهم على الإسلام . ويشهد لهذا قوله تعالى : وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ بعثة الأنبياء سببها انحراف أممهم عن الدين الصحيح فكانوا يأمرونهم بالتوحيد وينهونهم عن الشرك قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ . وكان العرب على دين إبراهيم عليه السلام حتى وقع فيهم الشرك كغيرهم من الأمم وذلك حينما جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغير دين إبراهيم وجلب الأصنام إلى ارض العرب والى ارض الحجاز بصفة خاصة , فعبدت من دون الله وانتشر الشرك في هذه البلاد المقدسة وما جاورها , إلى أن بعث الله نبيه محمداً خاتم النبيين فدعا الناس إلى التوحيد وإتباع ملة إبراهيم وجاهد في الله حق جهاده وكسر الأصنام حتى عادت عقيدة التوحيد , فأكمل الله به الدين وأتم به النعمة على العالمين وسارت على نهجه القرون المفضلة من صدر هذه الأمة , إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة ودخلها الدخيل من الديانات الأخرى , فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة بسبب دعاة الضلال والغلو في الأولياء والصالحين وادعاء المحبة لهم حتى بنيت الأضرحة على قبورهم , واتخذت أوثاناً تعبد من دون الله بأنواع القربات من دعاء واستغاثة وذبح ونذر لمقاماتهم .
إثرائية :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله " عرضت علي النار فرأيت فيها ابن قمعة بن خندف _ هو عمرو بن لحي الخزاعي _ وهو يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السائبة وغير عهد ابراهيم واشبه من رأيت به أكتم بن الجون قال : فقال اكتم : يا رسول الله ايضرني شبهه ؟ قال : لا إنك مسلم وهو كافر ".
اسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة
الانحراف عن العقيدة الصحيحة له أسباب من أهمها :
1) الجهل بالعقيدة الصحيحة , وذلك بالإعراض عن تعلمها وتعليمها أو ضعف الاهتمام والعناية بها , وبذلك ينشأ جيل لا يعرف تلك العقيدة , ولا يعرف ما يخالفها ويضادها , فيعتقد الحق باطلاً والباطل حقاً , كما قال عمر بن الخطاب :" إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية "(4) .
2) الافتراق والتنازع والبدع وكثرة المحدثات في الدين , وذلك بإتباع السبل التي حذر الله منها كما قال تعالى : وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (5) .
3) الغلو بأنواعه , ومنه الغلو في الأولياء والصالحين , ورفعهم فوق منزلتهم , بحيث يتبرك بهم , أو يقدسهم ويعتقد فيهم ما لا يقدر عليه إلا الله من علم الغيب وجلب النفع ودفع الضر , واتخاذهم وسائط بين الله وخلقه حتى يؤول الأمر إلى عبادتهم من دون الله , والتبرك بأضرحتهم والتقرب إليهم بالذبائح والنذور والدعاء والاستغاثة وطلب المدد ونحو ذلك , كما حصل من قوم نوح في حق الصالحين لما غلوا فيهم حتى عبدوهم من دون الله وقالوا : لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا(6) .
وكما هو الحاصل من البدع التي قد تصل إلى الشركيات عند بعض القبور اليوم في كثير من الأمصار .
4) التقليد الأعمى , بأخذ أقوال الناس في أمور العقيدة من غير معرفة دليلها وصحته كما هو الواقع من الفرق الضالة حيث قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال بغير دليل أو بدليل لا يصح , فضلوا وانحرفوا عن الاعتقاد الصحيح .
5) التعصب , لما عليه الإباء والأجداد , والتمسك به وإن كان باطلاً , وترك ما خالفه وإن كان حقاً , كما قال الله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (7).
6) تلقي العقيدة من المصادر غير النقية , كبعض وسائل الإعلام المنحرفة , وكتابات المستشرقين والمنافقين وأهل الأهواء والبدع . ولذلك لما رأى النبي مع عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة غضب وقال " أمتهوكون فيها يا بن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني " (8).
7) الغفلة عن تدبر آيات الله القرآنية والكونية , والانبهار بالمدنية المادية حتى ظن بعض الناس أنها من نتاج البشر وحدهم , فصاروا يعظمون البشر ويضيفون هذه المدنية إلى مجهودهم واختراعهم وحدهم كما قال قارون من قبل : قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ (9) ولم يتفكروا وينظروا في عظمة من أوجد المخلوقات وأودعها هذه الخصائص الباهرة وأوجد البشر وأعطاه المقدرة على استخراج هذه الخصائص والانتفاع بها . قال تعالى : وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (10) , وقال سبحانه آمراً بالنظر والتفكر : أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ (11) .
وقال ممتناً على عباده : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا (12) .
8) تربية الوالدين إذا كانا منحرفين عن الحق , وقد قال النبي :" ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "(13) فالأبوان لهما اثر كبير في تحديد اتجاه الطفل وتقويمه .
9) انحراف بعض وسائل التعليم والإعلام أو تقصيرها في أداء مهمتها , فقد أصبحت مناهج التعليم في بعض البلاد الإسلامية لا تولي جانب الدين اهتماماً كبيراً وأصبحت كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الغالب أداة تدمير وانحراف , أو تعنى بأشياء مادية أو تافهة ولا تهتم بما يقوم الأخلاق ويزرع العقيدة الصحيحة ويقاوم الأفكار والتيارات المنحرفة , حتى نشأ جيل اعزل أمام موجات من التشكيك والإلحاد لا طاقة له بمقاومتها إلا من عصم الله .
نتائج الانحراف عن العقيدة الصحيحة :
ينتج عن الانحراف عن العقيدة الصحيحة النتائج التالية :
1) انه مهلكة وضياع في الدنيا وخسارة وعذاب في الآخرة , لان العقيدة الصحيحة هي الدافع القوي إلى العلم النافع الذي تحصل به السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة .
2) إن الفرد يكون فريسة للأوهام والشكوك والوساوس التي ربما تتراكم عليه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لدروب الحياة السعيدة حتى تضيق عليه حياته ثم يحاول التخلص من هذا الضيق بإنهاء حياته بالانتحار , كما هو واقع كثير من الإفراد الذين فقدوا هداية العقيدة الصحيحة .
قال تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (14)
3) إن المجتمع يفقد مقومات الحياة السعيدة وإن كان يملك الكثير من مقومات الحياة المادية والتي كثيرا ما تقوده إلى الدمار , لان هذه المقومات المادية تحتاج إلى توجيه وترشيد للاستفادة من خصائصها ومنافعها ولا موجه لها سوى العقيدة الصحيحة , فقوة العقيدة يجب إلا تنفك عن القوة المادية فإن انفكت عنها بالانحراف إلى العقائد الباطلة صارت القوة المادية وسيلة دمار وانحدار , كما هو المشاهد اليوم في الأمم الكافرة التي تملك مادة ولا تملك عقيدة صحيحة قال تعالى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (15)
4) انه أعظم سبب لافتراق الأمة وفشلها وهوانها , وقد وقع مصداق ما اخبر به النبي فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على غير الكتاب والسنة حصل الافتراق والضلال والانحراف مما نتج عنه التنازع والفشل وتفرق الجماعة وتصدع بناء المجتمع الإسلامي وهذا ما حذرنا الله منه بقوله : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (16)
_____________________________
(1) سورة النساء الاية :163 .
(2) سورة يونس الاية :19 .
(3) سورة النحل الاية : 36.
(4) ذكره شيخ الاسلام انظر مجموع الفتاوي 54/15 .
(5) سورة الانعام الاية : 153 .
(6) سورة نوح الاية :23 .
(7) سورة البقرة الاية : 175.
(8) اخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه كتاب الادب , باب من كره النظر في كتب اهل الكتاب برقم 26412ج5 / ص 313 واخرجه احمد في مسنده برقم 15195 ج3 ص 387 .
(9) سورة القصص الاية : 78 .
(10) سورة الصافات الاية : 96 .
(11) سورة الاعراف الاية : 185.
(12) سورة ابراهيم الايات 34,32.
(13) اخرجه البخاري في كتاب التفسير , باب لا تبديل لخلق الله برقم 4497 ومسلم في كتاب القدر , باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت اطفال الكفار واطفال المسلمين برقم 2658 .
(14) سورة طه الايات : 126,124 .
سبل التوقي من الانحراف في العقيدة
تتلخص سبل التوقي من الانحراف في العقيدة في الأمور التالية :
1) الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله لتلقي الاعتقاد الصحيح منهما على منهج السلف الصالح , كما كانوا يستمدون عقيدتهم منهما ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها وتحصين الأجيال من تلقي العقيدة عن المصادر المنحرفة والضالة .
2) العناية بتعليم العقيدة الصحيحة - عقيدة السلف الصالح - من مصادرها النقية في مختلف المجالات , وجميع مراحل التعليم وتربية الأجيال عليها من خلال الأسرة والدروس العامة ووسائل الإعلام ونحو ذلك .
3) الرجوع إلى العلماء الراسخين وتلقي الدين عنهم وسؤالهم كما أمر بذلك ربنا عز وجل فقال : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (1)
4) قيام العلماء والولاة والمصلحين من أبناء الأمة ببيان عقيدة السلف الصالح ورد ضلالات المنحرفين عنها .
جهود المصلحين في بيان العقيدة الصحيحة والدفاع عنها :
من رحمة الله سبحانه أن بعث لهذه الأمة في كل حين من يجدد لها دينها لأنه مع طول الزمن والبعد عن آثار النبوة يحصل كثير من الانحراف ويخفى كثير من السنن , ويظهر كثير من البدع , ولما كانت رسالة النبي عامة وباقية إلى أن تقوم الساعة وهو خاتم النبيين , جعل الله المصلحين من علماء هذه الأمة يقومون بمهمة تجديد الدين وإحياء السنن , ومحاربة البدع وإصلاح العقائد وحماية الشريعة من التغيير والتبديل وجمع كلمة الأمة على الحق والهدى , فإن العلماء هم ورثة الأنبياء كما قال النبي :" وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سار الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء .. " (2) .
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم جماعة واحدة على عقيدة واحدة , ولم يتنازعوا في أصول الاعتقاد وإن اختلفوا في بعض الأحكام العملية الاجتهادية , وما حدث من بعض البذور للبدع والمحدثات , فقد كانت فردية في الغالب أو من أناس ليسوا من المسلمين كما أن هذه النزعات للابتداع لم تستقر ولم تنتشر بل كان يقضى عليها في مهدها .
فكان الصحابة والتابعون يقفون لهذه البدع والمحدثات بحزم وعلم فلم تفلت منهم , بل ردوها وبينوا الحق و أزالوا الشبهة , وعلى هذا سار السلف الصالح في كل مكان وما من بدعة إلا ويقيض الله لها من يردها ويكشف عوارها وينصر السنة , وما من رأس من رؤوس الضلالة إلا ويقيض الله له من أعلام السنة من يتصدى له ويكشف أمره , ويرد عليه بدعته ويقيم عليه الحجة .
وهذا تحقيق ما تكفل الله به من حفظ الدين وبقاء السنة وظهور طائفة على الحق إلى قيام الساعة .
وهذه نماذج من جهود أئمة السنة وأعلام الهدى في بيان العقيدة الصحيحة والدفاع عنها ورد ما يخالفها :
لما حدثت الردة بعد موت رسول الله قيض الله لها أبا بكر الصديق فوقف وقفته الحازمة المشهورة التي كسر الله بها موجة الردة واعز الله بها الدين .
ثم لما ظهرت نزعات الابتداع الأولى في عهد عمر الفاروق : كالكلام في القدر والاحتجاج به على المعاصي والخوض في متشابه الآيات قيض الله لها عمر فأدب صبيغاً لخوضه في الآيات المتشابهات وأمر بقطع شجرة الحديبية لقطع دابر البدع .
وأمر علي بقتل الذين غلوا فيه حينما علم أنهم يقدسونه وأمر بجلد من فضله على الشيخين وقال : لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري .
ولما ظهرت الخوارج قيض الله لها سائر الصحابة وعلى رأسهم علي وابن عباس رضي الله عنهم فأقاموا عليهم الحجة وبينوا لهم المحجة حتى رجع منهم من كان يريد الحق , وأصر أهل الأهواء منهم على بدعتهم فقاتلهم الصحابة رضي الله عنهم احتساباً وامتثالاً لأمر رسول الله ورداً لبدعتهم ودفعاً لشرهم .
ولما ظهر بعد ذلك من ينفون القدر تصدى لهم من بقي من الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - الذي حذر منهم وكشف عوارهم , وكذلك ابن عباس - رضي لله عنهما - ثم تصدى لها التابعون كمجاهد , والخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز والاوزاعي رحمهم الله .
ولما ظهرت الجهمية واعتزلت المعتزلة قيض الله لهم من أئمة التابعين وتابعيهم من أنكر بدعتهم ورد عليها كالزهري والحسن البصري ومالك وأبي حنيفة وابن المبارك والشافعي والدرامي وغيرهم رحمهم الله .
ولما احتشدت حشود الأهواء - الجهمية والمعتزلة ومن سار على نهجهم - ( في القرن الثالث ) قيض الله لهم إمام السنة وقامع البدعة الإمام احمد بن حنبل رحمه الله , فثبت على السنة وصبر على الابتلاء في نصرها وناظر أهل البدع وألف في الرد عليهم .
وفي القرن الرابع والخامس حين بدأ أهل الكلام يخوضون في صفات الله تعالى والإيمان والقدر بالشبهات والباطل تصدى لهم أئمة السلف كابن خزيمة وابن بطة واللالكائي وابن منده وأبي إسماعيل الصابوني والاجري والبغوي وابن عبد البر وأمثالهم .
وفي القرن السادس وما بعده عمت البدع وكثر الافتراق وانتشرت الطرق الصوفية ببدعها الغالية , كما انتشر الكلام والفلسفة والعقائد الباطنية , وتسلط الكفار على كثير من بلاد المسلمين , فقيض الله أمثال الشاطبي وصلاح الدين الأيوبي , ثم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله تعالى , وكان شيخ الإسلام ابن تيمية مجاهداً بعلمه وقلمه ولسانه لبدع أهل الكلام والفلاسفة والصوفية وغيرهم كما كان مجاهداً بسيفه ولسانه للكفار التتار والنصارى الصليبيين حتى أبان الله به السنة ونصر الله به راية السلف وكشف الله به أهل البدع وعقائدهم ولا تزال آثاره ومؤلفاته مرجعاً لكل صاحب سنة وحجة على كل صاحب بدعة .
وفي العصور المتأخرة استحكمت البدع والشركيات وانتشرت الطرق الصوفية وتعظيم القبور والعادات الجاهلية فقيض الله لها علماء نصروا السنة أمثال ولي الله الدهلوي في الهند وفي جزيرة العرب الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني والإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه , وذلك حين ناصره الأمير محمد ابن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى , فطهر الله بدعوته المباركة ارض جزيرة العرب خاصة كما نفع الله بدعوته سائر أقطار المسلمين ولا نزال بحمد الله نرى مثار هذه الدعوة المباركة في كل مكان متمثلة في :
1) الرجوع إلى مصادر الدين النقية الكتاب والسنة . وآثار السلف الصالح .
2) نشر عقيدة السلف بإحياء السنة , وإزالة البدع والخرافات
3) قيام حركة علمية ناهضة خرجت علماءً أفذاذاً وأثرت المكتبة الإسلامية بالكتب النافعة .
4) قيام دولة إسلامية (3) تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتقوم بالدعوة إلى الله , ولا تزال بحمد الله قائمة حتى الآن , وستظل بحول الله مضرب المثل في الأمن والاستقرار ما بقيت متمسكة بالكتاب والسنة .
مصطلحات
الردة الخروج من الدين بفعل ما يناقضه
الخوارج فرقة من أوائل الفرق ظهوراً يقوم منهجهم على تكفير صاحب الكبيرة والخروج على ائمة المسلمين وعامتهم وقتالهم .
الجهمية فرقة تنسب الى جهم بن صفوان الذي انكر اسماء الله وصفاته وقال بالجبر في القدر وان الايمان هو المعرفة
المعتزلة فرقة تنكر صفات الله والقدر وتقدم العقل على الشرع
التصوف مسلك منحرف بدا بدعوى الزهد ثم دخل في كثير من البدع والضلالات والغلو في الصالحين .
__________________________________
(1) سورة النحل الاية 43.
(2) اخرجه ابو داود في كتاب العلم الحث على طلب العلم برقم 3641 , والترمذي في كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة برقم 2683 .
(3) وهي الدولة السعودية في مراحلها الثلاث
malaak jabr
العقيدة واهميتها
العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء بإحكام وقوة , يقال : اعتقدت كذا أي : عقدت عليه القلب , والعقيدة : ما يدين به الإنسان .
العقيدة شرعاً : هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , والإيمان بالقدر خيره وشره وما يتبع ذلك من الغيبيات وثوابت الدين وأحكامه القطعية - علمية كانت أو عملية - التي يجب الإيمان بها .
/
إثرائية:
اطلق كثير من السلف على العقيدة الصحيحة أسماء عديدة فمنها :
السنة وقد ألف بعض السلف مؤلفات كثيرة تحت هذا الاسم مثل :
كتاب السنة للامام احمد بن حنبل . كتاب السنة لابن ابي عاصم .
الشريعة وقد ألف الآجري كتاباَ في العقيدة سماه : الشريعة .
التوحيد وقدألف بعض السلف عدة مؤلفات تحت هذا الاسم مثل :
كتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب
الفقه الاكبر وقد الف الامام ابو حنيفة رسالة في العقيدة سماها الفقه الاكبر
/
أهمية العقيدة :
1 ) العقيدة لصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين كله .
2 ) سلامة العقيدة شرط لقبول الأعمال عند الله فلا تصح الأعمال إلا بسلامة العقيدة كما قال تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
3) العقيدة السليمة هي أساس الإيمان الذي يكون به الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة كما قال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
وقال سبحانه { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
وقال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ }
4) سلامة العقيدة هي الضمان من إحباط العمل والخسارة والهلاك يوم القيامة , قال تعالى : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
5) ان العقيدة هي أصل دعوة الرسل جميعاً , فأول ما يدعو الرسل أقوامهم إليه : عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ,
كما قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
وكل رسول أول ما يخاطب قومه يقول لهم :
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
قالها نوح وهود وصالح وشعيب , وسائر الأنبياء عليهم السلام , وقد بقي النبي ﷺ في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين وتحصل به السعادة في الدنيا والآخرة , ولما كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإصلاح العقيدة أولاً , سار العلماء والمصلحون في كل زمان على نهج الأنبياء والمرسلين , فكانوا يبدؤون بالدعوة إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , ثم يتجهون بعد ذلك في دعوتهم إلى الاهتمام ببقية أمور الدين ومصالح العباد الأخرى .
مصادر العقيدة الصحيحة ومنهج السلف في الاستدلال عليها :
مصادر العقيدة الصحيحة :
تستمد العقيدة الصحيحة من القرآن الكريم وما صح عن رسول ﷺ لأن العقيدة توقيفية : أي لا تثبت إلا بدليل من القرآن أو السنة ولا مجال فيها للرأي والاجتهاد , ومن ثم فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الوحي , ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقي العقيدة مقصوراً على : الكتاب والسنة فما دل عليه الكتاب والسنة آمنوا به , واعتقدوه وعملوا به , وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وردوه .
منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة الصحيحة :
يتلخص منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة بما يلي :
1) تفسير القرآن بالقرآن .
2) تفسير القرآن بالسنة .
3) تفسير القرآن والسنة بلغة العرب .
4) اعتماد فهم السلف الصالح
5) تجنب التأويل الباطل وتحريف النصوص الشرعية .
6) تقديم أدلة الكتاب والسنة على العقل عند توهم التعارض .
ولهذا اتفق السلف على أصول الدين ولم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد , بل كانت عقيدتهم واحدة , وكانت جماعتهم واحدة , لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله ﷺ باجتماع الكلمة , والصواب في الرأي واتحاد المنهج , قال تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
و قال تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }
/
إثرائية :
قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله :
فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: ” الفقه الأكبر ” وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله , إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان :
أحدهما : تعريف الطريق الموصل إليه وهي شرعيته المتضمنة لأمره ونهيه .
الثاني : تعريف السالكين ما لهم بعد الوصول إليه من النعيم المقيم.
انظر شرح العقيدة الطحاوية ص65
لابن أبي العز الحنفي .
**
مصطلحات :
السلف
هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم ونهج طريقهم من أئمة الدين من اخل القرون الثلاثة المفضلة .
التأويل الباطل
صرف اللفظ عن ظاهره دون دليل صحيح .
التحريف
تفسيرالألفاظ بالمعاني الباطلة كتحريف معنى الاستواء إلى الاستيلاء .
malaak jabr
^توحيد الربوبية^
"هو الإقرار بأن الله وحده هو الخالق للعالم وأنه الرب الرازق المدبر المحيي المميت إلى غير ذلك من خصائص الربوبية".
والإقرار بذلك مركوز بالفطرة لا يكاد ينزاع فيه أحد حتى أن المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلمكانوا يقرون به ولا ينكرونه كما ذكر الله ذلك في كتابه كقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾يونس : 31
فرعون عليه لعنة الله:
وأشهر من عرف عنه تجاهله وتظاهره بإنكار الخالق فرعون وقد كان مستيقناً به في الباطن كما قال موسى -عليه السلام- له: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ ﴾ (الإسراء : 102)، وقال عنه وعن قومه: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾ (النمل : 14 )، أي كذبوا بها حال كون أنفسهم مستيقنة لها ظلماً وعلواً أي شركاً وتكبراً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى وهم يعلمون أنه من عند الله.
- الثانوية من المجوس.
وهم الذين يقولون أن للعالم خالقين أثنين خالق للخير وهو النور وخالق للشر وهو الظلمة، ولكنهم لا يساوون بينهما.
- أهل التثليث من النصارى.
وهم الذي يجعلون الآلهة ثلاث أقانيم وهي اقنوم الأب واقنوم الابن واقنوم الروح القدس.
-بعض مشركي العرب.
وهم الذي يظنون في آلهتهم شيئاً من النفع والضر بدون أن يخلق الله ذلك.
ومن هذا العرض السريع ندرك أن موقف الكفار من توحيد الربوبية يتخلص فيما يلي:
أولاً: من يقر به ظاهراً أو باطناً.
وهم أكثرية الناس
ثانياً: من يقر به باطناً ويجحد به ظاهراً.
مثل فرعون ومن على شاكلته من الدهريين والماديين من شيوعيين وغيرهم
ثالثاً: من يقر به ويشرك فيه.
مثل المجوس الثانوية والنصارى المثلثة والقدرية النفاة وبعض مشركي العرب.
لكن الثانوية من المجوس والمثلثة من النصارى لا يقولون بالتساوي بين هذه الأرباب، فالثانوية لا يسوون الظلمة بالنور بل النور عندهم هو الأصل والظلمة حادثة وهم متفقون على أن النور خيرٌ من الظلمة وهو الإله المحمود والظلمة شريرة مذمومة.
وأصحاب التثليث من النصارى لا يثبتون للعالم ثلاثة أرباب ينفصل بعضهم عن بعض بل هم متفقون على أن صانع العالم واحد ويقولون أن الأب هو الاقنوم الأول والإله الأكبر أو يقولون أن كل واحد من الأقانيم عين الآخر فالأب عين الابن وعين روح القدس والابن عين الأب وعين روح القدس
لين مصطفى
والإقرار بذلك مركوز بالفطرة لا يكاد ينزاع فيه أحد حتى أن المشركين الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلمكانوا يقرون به ولا ينكرونه كما ذكر الله ذلك في كتابه كقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾يونس : 31
فرعون عليه لعنة الله:
وأشهر من عرف عنه تجاهله وتظاهره بإنكار الخالق فرعون وقد كان مستيقناً به في الباطن كما قال موسى -عليه السلام- له: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ ﴾ (الإسراء : 102)، وقال عنه وعن قومه: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾ (النمل : 14 )، أي كذبوا بها حال كون أنفسهم مستيقنة لها ظلماً وعلواً أي شركاً وتكبراً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى وهم يعلمون أنه من عند الله.
- الذين أشركوا في توحيد الربوبية:
- الثانوية من المجوس.
وهم الذين يقولون أن للعالم خالقين أثنين خالق للخير وهو النور وخالق للشر وهو الظلمة، ولكنهم لا يساوون بينهما.
- أهل التثليث من النصارى.
وهم الذي يجعلون الآلهة ثلاث أقانيم وهي اقنوم الأب واقنوم الابن واقنوم الروح القدس.
-بعض مشركي العرب.
وهم الذي يظنون في آلهتهم شيئاً من النفع والضر بدون أن يخلق الله ذلك.
ومن هذا العرض السريع ندرك أن موقف الكفار من توحيد الربوبية يتخلص فيما يلي:
أولاً: من يقر به ظاهراً أو باطناً.
وهم أكثرية الناس
ثانياً: من يقر به باطناً ويجحد به ظاهراً.
مثل فرعون ومن على شاكلته من الدهريين والماديين من شيوعيين وغيرهم
ثالثاً: من يقر به ويشرك فيه.
مثل المجوس الثانوية والنصارى المثلثة والقدرية النفاة وبعض مشركي العرب.
لكن الثانوية من المجوس والمثلثة من النصارى لا يقولون بالتساوي بين هذه الأرباب، فالثانوية لا يسوون الظلمة بالنور بل النور عندهم هو الأصل والظلمة حادثة وهم متفقون على أن النور خيرٌ من الظلمة وهو الإله المحمود والظلمة شريرة مذمومة.
وأصحاب التثليث من النصارى لا يثبتون للعالم ثلاثة أرباب ينفصل بعضهم عن بعض بل هم متفقون على أن صانع العالم واحد ويقولون أن الأب هو الاقنوم الأول والإله الأكبر أو يقولون أن كل واحد من الأقانيم عين الآخر فالأب عين الابن وعين روح القدس والابن عين الأب وعين روح القدس
لين مصطفى
مظاهر
الانحراف في توحيد الربوبية
(الشرك في
الربوبية)
بالرغم من أن توحيد الربوبية أمر مركوز في الفطر، مجبولة عليه النفوس، متكاثرة على تقريره الأدلة، إلا أنه وجد في الناس من حصل عنده انحراف فيه. [1]
(إن الشرك في الربوبية أحد أقسام الشرك الأكبر، وهو شرك يتعلق بذات الله - عز وجل -.
أولاً: تعريفه:
هو صرف خصائص الربوبية كلها، أو بعضها لغير الله - عز وجل -، أو تعطيله - عز وجل - عنها بالكلية.
وخصائص الربوبية هي: التفرد بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والإعطاء والمنع، والضر، والنفع، وغير ذلك.
ثانيا: نوعاه:
الشرك في الربوبية نوعان؛ شرك تعطيل، وشرك تمثيل.
1- شرك التعطيل:
تعريفه:
هو تعطيل المصنوع عن صانع، وتعطيل الصانع عن أفعاله ويكون ذلك بتعطيل خصائص الربوبية، وإنكار أن يكون الله رب العالمين[2].
ومن الأمثلة عليه [3]:
شرك فرعون الذي عطل الربوبية ظاهرا؛ ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ لْعَالَمِين ﴾ [الشعراء/ 23]، وقال لهامان: ﴿ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ۞ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر/ 36-37].
ومن هذا الشرك [4]:
شرك أهل وحدة الوجود؛ كابن عربي، وابن سبعين، وغيرهم الذين يقولون: إن الخالق عين المخلوق؛ فعطلوا لله - عز وجل - عن أن يكون رب العالمين، ولم يفرقوا بين رب، وعبد.
2- شرك التمثيل:
تعريفه: هو التسوية بين الله وخلقه في شيء من خصائص الربوبية، أو نسبتها إلى غيره - عز وجل - [5].
ومن الأمثلة عليه [6]:
شرك النصارى الذين اتخذوا معه أربابا، فجعلوه ثالث ثلاثة؛ وشرك المجوس القائلين بأن للعالم ربين أحدهما خالق للخير، والآخر خالق للشر؛ وشرك الصابئة الذين زعموا أن الكواكب هي المدبرة لأمر العالم؛ وشرك القدرية (مجوس هذه الأمة) القائلين بأن كل إنسان يخلق فعل نفسه؛ وشرك عباد القبور الذين يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فتقضى الحاجات، وتفرج الكربات، وتنصر من دعاها، وتحفظ من لاذ بحماها.
ومثلهم مزاعم غلاة الصوفية في الأولياء: أنهم ينفعون، ويضرون، ويتصرفون في الأكوان إلخ.). ا. ھ [7]
razan madi
بالرغم من أن توحيد الربوبية أمر مركوز في الفطر، مجبولة عليه النفوس، متكاثرة على تقريره الأدلة، إلا أنه وجد في الناس من حصل عنده انحراف فيه. [1]
(إن الشرك في الربوبية أحد أقسام الشرك الأكبر، وهو شرك يتعلق بذات الله - عز وجل -.
أولاً: تعريفه:
هو صرف خصائص الربوبية كلها، أو بعضها لغير الله - عز وجل -، أو تعطيله - عز وجل - عنها بالكلية.
وخصائص الربوبية هي: التفرد بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والإعطاء والمنع، والضر، والنفع، وغير ذلك.
ثانيا: نوعاه:
الشرك في الربوبية نوعان؛ شرك تعطيل، وشرك تمثيل.
1- شرك التعطيل:
تعريفه:
هو تعطيل المصنوع عن صانع، وتعطيل الصانع عن أفعاله ويكون ذلك بتعطيل خصائص الربوبية، وإنكار أن يكون الله رب العالمين[2].
ومن الأمثلة عليه [3]:
شرك فرعون الذي عطل الربوبية ظاهرا؛ ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ لْعَالَمِين ﴾ [الشعراء/ 23]، وقال لهامان: ﴿ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ۞ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر/ 36-37].
ومن هذا الشرك [4]:
شرك أهل وحدة الوجود؛ كابن عربي، وابن سبعين، وغيرهم الذين يقولون: إن الخالق عين المخلوق؛ فعطلوا لله - عز وجل - عن أن يكون رب العالمين، ولم يفرقوا بين رب، وعبد.
2- شرك التمثيل:
تعريفه: هو التسوية بين الله وخلقه في شيء من خصائص الربوبية، أو نسبتها إلى غيره - عز وجل - [5].
ومن الأمثلة عليه [6]:
شرك النصارى الذين اتخذوا معه أربابا، فجعلوه ثالث ثلاثة؛ وشرك المجوس القائلين بأن للعالم ربين أحدهما خالق للخير، والآخر خالق للشر؛ وشرك الصابئة الذين زعموا أن الكواكب هي المدبرة لأمر العالم؛ وشرك القدرية (مجوس هذه الأمة) القائلين بأن كل إنسان يخلق فعل نفسه؛ وشرك عباد القبور الذين يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت، فتقضى الحاجات، وتفرج الكربات، وتنصر من دعاها، وتحفظ من لاذ بحماها.
ومثلهم مزاعم غلاة الصوفية في الأولياء: أنهم ينفعون، ويضرون، ويتصرفون في الأكوان إلخ.). ا. ھ [7]
razan madi
توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية متلازمان لا ينفك أحدهما عن الاخر
وسمي دين الإسلام توحيدا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير، له وواحد في ألوهيته وعبادته لا نِدَّ له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة -أعد: وسمي دين الإسلام...- وسمي دين الإسلام توحيدا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في ألوهيته وعبادته لا ند له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين، وهذه الثلاثة مستلزمة كل نوع منها -وهي أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. واحد في أفعاله، وواحد في صفاته وذاته، وواحد في عبوديته وألوهيته، أعد: فهو واحد في.. - لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله -نعم هذا توحيد الربوبية، وهذا توحيد الأسماء والصفات- وواحد في ألوهيته وعبوديته لا ند له -هذا توحيد الألوهية، هذي أقسام التوحيد الثلاثة، نعم- وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين، وهذه الثلاثة متلازمة، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر.
نعم، توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية فهي متلازمة لا ينفك أحدهما عن الآخر، من عبد الله في ظل ذلك أنه أثبت ربوبيته، ومن أقر بربوبية الله فإنه يلزمه أن يعبده، من أقر بأنه هو الرب الخالق الرازق المدبر المحيي المميت، يلزمه أن يعبد من اتصف بهذه الأوصاف، لكن ليس كل واحد يلتزم بما لزمه، نعم -وتوحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات... -مثل توحيد الربوبية، توحيد الربوبية كلاهما مستلزم، مستلزمان، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، أصل توحيد الربوبية والأسماء والصفات واحد، لكن فصل عنه من أجل أن أهل البدع ابتدعوا في الأسماء والصفات، نعم.
razan madi
وسمي دين الإسلام توحيدا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير، له وواحد في ألوهيته وعبادته لا نِدَّ له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة -أعد: وسمي دين الإسلام...- وسمي دين الإسلام توحيدا؛ لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في ألوهيته وعبادته لا ند له، وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين، وهذه الثلاثة مستلزمة كل نوع منها -وهي أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. واحد في أفعاله، وواحد في صفاته وذاته، وواحد في عبوديته وألوهيته، أعد: فهو واحد في.. - لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه وأفعاله -نعم هذا توحيد الربوبية، وهذا توحيد الأسماء والصفات- وواحد في ألوهيته وعبوديته لا ند له -هذا توحيد الألوهية، هذي أقسام التوحيد الثلاثة، نعم- وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين، وهذه الثلاثة متلازمة، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر.
نعم، توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية فهي متلازمة لا ينفك أحدهما عن الآخر، من عبد الله في ظل ذلك أنه أثبت ربوبيته، ومن أقر بربوبية الله فإنه يلزمه أن يعبده، من أقر بأنه هو الرب الخالق الرازق المدبر المحيي المميت، يلزمه أن يعبد من اتصف بهذه الأوصاف، لكن ليس كل واحد يلتزم بما لزمه، نعم -وتوحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات... -مثل توحيد الربوبية، توحيد الربوبية كلاهما مستلزم، مستلزمان، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، أصل توحيد الربوبية والأسماء والصفات واحد، لكن فصل عنه من أجل أن أهل البدع ابتدعوا في الأسماء والصفات، نعم.
razan madi
الانتحار
الانتحار (بالإنجليزية: Suicide) (اللاتينية suicidium ، sui caedereتعنى يقتل نفسه") هو عمل من الأعمال التى تتسبب عمدا في قتل المرء لنفسه الموت. غالبا ما يكون الإنتحار مبررا لخروج المرء من اليأس ، وكثيرا ما يعزى السبب لمثل هذا الفعل إلى اضطراب عقلي مثل الاكتئاب ، أو الإضطراب ثنائي القطب ، أو انفصام الشخصية ، اضطراب الشخصية الحدية ، [1] الإدمان على الكحول ، أو تعاطي المخدرات [2] عوامل الضغوط النفسية مثل الصعوبات المالية أو مشاكل التى تشمل العلاقة بين الأشخاص غالبا ما تلعب دورا في ذلك. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض العقلية أو إساءة استعمال المخدرات، وتحسين التنمية الاقتصادية. على الرغم من أن خطوط الأزمة الساخنة هى شائعة بالرغم أن هناك القليل من الأدلة لفعاليتها.[3]
الأساليب الأكثر شيوعا للإنتحار تختلف حسب البلد وترتبط جزئيا بمدى توافر تلك الأساليب. وتشمل الطرق الشائعة: الشنق ، التسمم بالمبيدات ، والأسلحة النارية.ويقدر حوالي 800،000 إلى مليون شخص يموتون كل عام بسبب الإنتحار مما يجعله من أكثر 10 أسباب للوفاة في العالم .[2][4] المعدلات أعلى في الرجال عنهم في النساء، مع الذكور 3-4 مرات أكثر عرضة لقتل أنفسهم أكثر من الإناث.[5] هناك ما يقدر من 10-20 مليون محاولات إنتحار غير مميتة كل عام.[6] المحاولات هي أكثر شيوعا في الشباب والإناث.
وقد تأثرت وجهات النظر حول الانتحار حسب المواضيع وجودية واسعة مثل الدين ، تكريم، و معنى الحياة و الأديان الإبراهيمية تنظر تقليديا إلى الانتحار وتصفه ب جريمة بحق الله بسبب الاعتقاد بقدسية الحياة. في عهد الساموراي في اليابان واحترام، هارا كيري كوسيلة للتكفير عن الفشل أو كشكل من أشكال الاحتجاج. ستي، وهي ممارسة بالهند الشرقية محظورة حاليا، من المتوقع أن أرملة إلى تضحى بنفسها في محرقة جنازة زوجها، إما طوعا أو تحت ضغط من الأسرة والمجتمع.[7]
الانتحار ومحاولات الانتحار، بينما في السابق كان يعاقب عليها جنائيا، لم تعد في معظم البلدان الغربية. كذلك لا تزال جريمة جنائية في كثير من البلدان. في القرنين 20 و 21، والانتحار في شكل التضحية بالنفس قد استخدم كوسيلة للاحتجاج ، و الكاميكاز و التفجيرات الانتحارية قد استخدمت بمثابة تكتيك
razan madi
الانتحار (بالإنجليزية: Suicide) (اللاتينية suicidium ، sui caedereتعنى يقتل نفسه") هو عمل من الأعمال التى تتسبب عمدا في قتل المرء لنفسه الموت. غالبا ما يكون الإنتحار مبررا لخروج المرء من اليأس ، وكثيرا ما يعزى السبب لمثل هذا الفعل إلى اضطراب عقلي مثل الاكتئاب ، أو الإضطراب ثنائي القطب ، أو انفصام الشخصية ، اضطراب الشخصية الحدية ، [1] الإدمان على الكحول ، أو تعاطي المخدرات [2] عوامل الضغوط النفسية مثل الصعوبات المالية أو مشاكل التى تشمل العلاقة بين الأشخاص غالبا ما تلعب دورا في ذلك. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض العقلية أو إساءة استعمال المخدرات، وتحسين التنمية الاقتصادية. على الرغم من أن خطوط الأزمة الساخنة هى شائعة بالرغم أن هناك القليل من الأدلة لفعاليتها.[3]
الأساليب الأكثر شيوعا للإنتحار تختلف حسب البلد وترتبط جزئيا بمدى توافر تلك الأساليب. وتشمل الطرق الشائعة: الشنق ، التسمم بالمبيدات ، والأسلحة النارية.ويقدر حوالي 800،000 إلى مليون شخص يموتون كل عام بسبب الإنتحار مما يجعله من أكثر 10 أسباب للوفاة في العالم .[2][4] المعدلات أعلى في الرجال عنهم في النساء، مع الذكور 3-4 مرات أكثر عرضة لقتل أنفسهم أكثر من الإناث.[5] هناك ما يقدر من 10-20 مليون محاولات إنتحار غير مميتة كل عام.[6] المحاولات هي أكثر شيوعا في الشباب والإناث.
وقد تأثرت وجهات النظر حول الانتحار حسب المواضيع وجودية واسعة مثل الدين ، تكريم، و معنى الحياة و الأديان الإبراهيمية تنظر تقليديا إلى الانتحار وتصفه ب جريمة بحق الله بسبب الاعتقاد بقدسية الحياة. في عهد الساموراي في اليابان واحترام، هارا كيري كوسيلة للتكفير عن الفشل أو كشكل من أشكال الاحتجاج. ستي، وهي ممارسة بالهند الشرقية محظورة حاليا، من المتوقع أن أرملة إلى تضحى بنفسها في محرقة جنازة زوجها، إما طوعا أو تحت ضغط من الأسرة والمجتمع.[7]
الانتحار ومحاولات الانتحار، بينما في السابق كان يعاقب عليها جنائيا، لم تعد في معظم البلدان الغربية. كذلك لا تزال جريمة جنائية في كثير من البلدان. في القرنين 20 و 21، والانتحار في شكل التضحية بالنفس قد استخدم كوسيلة للاحتجاج ، و الكاميكاز و التفجيرات الانتحارية قد استخدمت بمثابة تكتيك
razan madi
خصائص منهج أهل السنة والجماعة وصفاتهم
أهل السنة : هم المتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والمجتمعون على العقيدة الصحيحة التي كان عليها أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
أ- خصائص أهل السنة و الجماعة:
١- تعظيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حق التعظيم .
٢- لزوم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في منهجه باطناً وظاهراً ، لقوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقوله : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) المائده ايه ٩٢ .
٣- اتباع سبيل السابقين الأولين من الخلفاء الراشدين وعامة المهاجرين والأنصار ، لما خصهم الله به من العلم والفقة ، فقد عاشوا عصر تنزل القرآن وسمعوا تأويله وتلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة اقرب إلى الصواب وأحق بالاتباع بعد صلى الله عليه وسلم.
٤- التوسط والاعتدال في كل الامو، فهم وسط في صفات الله والقدر والإيمان والصحابة والنظر إلى الحياة الدنيا.
٥- الظهور والأخذ بأسباب النصر ، ولذلك جاء وصفهم بأنهم الطائفة المنصورة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ".
بـ - من صفات أهل السنة والجماعة:
١- الاجتماع على السنة والاتفاق على الحق والتعاون على البر والتقوى.
٢- القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٣- المحافظة على صلاة الجمعة والصلاة جماعة لأن ذلك من أعظم شعائر الإسلام وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
٤- إقامة الحج والجمع والأعياد مع ولاة أمور المسلمين أبراراً كانوا أم فجاراً ما لم يخرج من الملة.
٥- القيام بواجب النصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
٦- الثبات في مواقف الابتلاء والفتن فهم يأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بِمُرِّ القضاء.
٧- التحلي بأخلاق الفاضلة والترغيب فيها والدعوة إلى محاسن الأعمال كالكرم والشجاعه والصدق والوفاء وبر الوالدين .... ألخ.
SHOOQ
أهل السنة : هم المتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والمجتمعون على العقيدة الصحيحة التي كان عليها أصحاب القرون الثلاثة المفضلة.
أ- خصائص أهل السنة و الجماعة:
١- تعظيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حق التعظيم .
٢- لزوم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في منهجه باطناً وظاهراً ، لقوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقوله : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) المائده ايه ٩٢ .
٣- اتباع سبيل السابقين الأولين من الخلفاء الراشدين وعامة المهاجرين والأنصار ، لما خصهم الله به من العلم والفقة ، فقد عاشوا عصر تنزل القرآن وسمعوا تأويله وتلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدون واسطة اقرب إلى الصواب وأحق بالاتباع بعد صلى الله عليه وسلم.
٤- التوسط والاعتدال في كل الامو، فهم وسط في صفات الله والقدر والإيمان والصحابة والنظر إلى الحياة الدنيا.
٥- الظهور والأخذ بأسباب النصر ، ولذلك جاء وصفهم بأنهم الطائفة المنصورة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ".
بـ - من صفات أهل السنة والجماعة:
١- الاجتماع على السنة والاتفاق على الحق والتعاون على البر والتقوى.
٢- القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٣- المحافظة على صلاة الجمعة والصلاة جماعة لأن ذلك من أعظم شعائر الإسلام وطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
٤- إقامة الحج والجمع والأعياد مع ولاة أمور المسلمين أبراراً كانوا أم فجاراً ما لم يخرج من الملة.
٥- القيام بواجب النصيحة لله تعالى ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
٦- الثبات في مواقف الابتلاء والفتن فهم يأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بِمُرِّ القضاء.
٧- التحلي بأخلاق الفاضلة والترغيب فيها والدعوة إلى محاسن الأعمال كالكرم والشجاعه والصدق والوفاء وبر الوالدين .... ألخ.
SHOOQ
منهجُ القرآن في إثبات وجود الخالق ووحدانيته:
هو المنهج الذي يتمشّى مع الفطر المستقيمة، والعقول السليمة، وذلك بإقامة البراهين الصحيحة، التي تقتنع بها العقول، وتسلم بها الخصوم، ومن ذلك:
1 - من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث
هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة؛ حتى للصبيان؛ فإنَّ الصَّبيَّ لو ضربَهُ ضاربٌ، وهو غافلٌ لا يُبصره، لقال: من ضربني؟ فلو قيل له: لم يضربكَ أحدٌ؛ لم يقبل عقلُهُ أن تكونَ الضَّربةُ حدثت من غير محدث؛ فإذا قيل: فلان ضربَكَ، بكى حتى يُضرَبَ ضاربُهُ؛ ولهذا قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور/35].
وهذا تقسيم حاصر، ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري؛ ليبيّن أنَّ هذه المقدمات معلومة بالضرورة، لا يمكن جحدها، يقول: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي: من غير خالق خلقهم، أم هم خَلَقوا أنفسهم؟ وكلا الأمرين باطلٌ؛ فتعين أن لهم خالقًا خلقهم، وهو الله سبحانه، ليسَ هُناك خالق غيره، قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان/11].
{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ} [الأحقاف/4].
أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار [الرعد/16]، {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج/73]. {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل/20]. {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل/17].
ومع هذا التحدي المتكرِّر لم يدَّع أحدٌ أنه خلقَ شيئًا، ولا مجرد دعوى - فضلًا عن إثبات ذلك -، فتعيَّنَ أن الله سُبحانه هو الخالقُ وحدَهُ لا شريك له.
2 - انتظام أمر العالم كله وإحكامه
أدلُّ دليل على أنَّ مدبره إلهٌ واحد، وربٌّ واحدٌ لا شريك له ولا مُنازع.
قال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون/91].
فالإله الحق لابد أن يكون خالقًا فاعلًا، فلو كان معه سبحانه إله آخر، يُشاركه في مُلكه - تعالى الله عن ذلك - لكان له خلق وفعل، وحينئذٍ فلا يرضى شِركَةَ الإله الآخر معه؛ بل إن قدر على قهر شريكه وتفرَّد بالملك والإلهية دونَهُ؛ فعل. وإن لم يقدر على ذلك، انفرد بنصيبه في الملك والخلق؛ كما ينفرد ملوكُ الدنيا بعضهم عن بعض بملكه، فيحصل الانقسام. فلا بُدَّ من أحد ثلاثة أمور:
أ ـ إما أن يقهر أحدهما الآخر وينفردَ بالملك دونه.
ب ـ وإما أن ينفردَ كُلُّ واحد منهما عن الآخر بملكه وخلقه؛ فيحصل الانقسام.
جـ ـ وإما أن يكونا تحت مَلِكٍ واحدٍ يتصرّفُ فيهما كيف يشاء؛ فيكون هو الإله الحق وهم عَبيدُه.
وهذا هو الواقعُ، فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل؛ مما يَدُلُّ على أنَّ مدبره واحدٌ، لا منازع له، وأن مالكه واحد لا شريك له.
3 - تسخيرُ المخلوقاتِ لأداء وظائفها، والقيام بخصائصها
فليسَ هُناك مخلوق يستعصي ويمتنع عن أداء مهمته في هذا الكون، وهذا ما استدل به موسى - عليه السلام - حين سأله فرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} أجاب موسى بجواب شافٍ كافٍ فقال: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه/49، 50] أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به؛ من كبر الجسم وصغره وتوسطه وجميع صفاته، ثم هدى كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهدايةُ هي هداية الدلالة والإلهام وهي الهدايةُ الكاملةُ المشاهدَةُ في جميع المخلوقات، فكلُّ مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضَارِّ عنه، حتى إنَّ الله أعطى الحيوان البهيم من الإدراك؛ ما يتمكن به من فعل ما ينفعه، ودفع ما يضره، وما به يؤدي مهمته في الحياة، وهذا كقوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة/7].
فالذي خلق جميعَ المخلوقات، وأعطاها خلقَها الحسنَ - الذي لا تقترح العقول فوق حسنه - وهداها لمصالحها، هو الرب على الحقيقة، فإنكارُهُ إنكارٌ لأعظم الأشياء وجودًا، وهو مكابرة ومُجاهرة بالكذب، فالله أعطَى الخلق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا، ثم هداهم إلى طريق الانتفاع به، ولاشك أنه أعطى كل صنف شكلَه وصورتَهُ المناسبة له، وأعطى كل ذكر وأنثى الشّكلَ المناسبَ له من جنسه، في المناكحة والألفة والاجتماع، وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به، وفي هذا براهين قاطعة على أنه جل وعلا رَبُّ كُلِّ شيء، وهو المستحقُّ للعبادةِ دون سواه...
وفي كُـلِّ شـيءٍ لَـهُ آيـةٌ ** تَدلُّ على أنّه الواحدُ
ومما لا شك فيه أنَّ المقصودَ من إثبات ربوبيته - سبحانه - لخلقه وانفراده لذلك: هو الاستدلال به على وجوب عبادته وحده لا شريك له؛ الذي هو توحيد الألوهية، فلو أن الإنسان أقر بتوحيد الربوبية ولم يقر بتوحيد الألوهية أو لم يَقُمْ به على الوجه الصحيح؛ لم يكن مسلمًا، ولا موحدًا؛ بل يكون كافرًا جاحدًا
من كتاب عقدية التوحيد للشيخ الفوزان
SHOOQ
هو المنهج الذي يتمشّى مع الفطر المستقيمة، والعقول السليمة، وذلك بإقامة البراهين الصحيحة، التي تقتنع بها العقول، وتسلم بها الخصوم، ومن ذلك:
1 - من المعلوم بالضرورة أن الحادث لابد له من محدث
هذه قضية ضرورية معلومة بالفطرة؛ حتى للصبيان؛ فإنَّ الصَّبيَّ لو ضربَهُ ضاربٌ، وهو غافلٌ لا يُبصره، لقال: من ضربني؟ فلو قيل له: لم يضربكَ أحدٌ؛ لم يقبل عقلُهُ أن تكونَ الضَّربةُ حدثت من غير محدث؛ فإذا قيل: فلان ضربَكَ، بكى حتى يُضرَبَ ضاربُهُ؛ ولهذا قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور/35].
وهذا تقسيم حاصر، ذكره الله بصيغة استفهام إنكاري؛ ليبيّن أنَّ هذه المقدمات معلومة بالضرورة، لا يمكن جحدها، يقول: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} أي: من غير خالق خلقهم، أم هم خَلَقوا أنفسهم؟ وكلا الأمرين باطلٌ؛ فتعين أن لهم خالقًا خلقهم، وهو الله سبحانه، ليسَ هُناك خالق غيره، قال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان/11].
{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ} [الأحقاف/4].
أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار [الرعد/16]، {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج/73]. {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [النحل/20]. {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل/17].
ومع هذا التحدي المتكرِّر لم يدَّع أحدٌ أنه خلقَ شيئًا، ولا مجرد دعوى - فضلًا عن إثبات ذلك -، فتعيَّنَ أن الله سُبحانه هو الخالقُ وحدَهُ لا شريك له.
2 - انتظام أمر العالم كله وإحكامه
أدلُّ دليل على أنَّ مدبره إلهٌ واحد، وربٌّ واحدٌ لا شريك له ولا مُنازع.
قال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون/91].
فالإله الحق لابد أن يكون خالقًا فاعلًا، فلو كان معه سبحانه إله آخر، يُشاركه في مُلكه - تعالى الله عن ذلك - لكان له خلق وفعل، وحينئذٍ فلا يرضى شِركَةَ الإله الآخر معه؛ بل إن قدر على قهر شريكه وتفرَّد بالملك والإلهية دونَهُ؛ فعل. وإن لم يقدر على ذلك، انفرد بنصيبه في الملك والخلق؛ كما ينفرد ملوكُ الدنيا بعضهم عن بعض بملكه، فيحصل الانقسام. فلا بُدَّ من أحد ثلاثة أمور:
أ ـ إما أن يقهر أحدهما الآخر وينفردَ بالملك دونه.
ب ـ وإما أن ينفردَ كُلُّ واحد منهما عن الآخر بملكه وخلقه؛ فيحصل الانقسام.
جـ ـ وإما أن يكونا تحت مَلِكٍ واحدٍ يتصرّفُ فيهما كيف يشاء؛ فيكون هو الإله الحق وهم عَبيدُه.
وهذا هو الواقعُ، فإنه لم يحصل في العالم انقسام ولا خلل؛ مما يَدُلُّ على أنَّ مدبره واحدٌ، لا منازع له، وأن مالكه واحد لا شريك له.
3 - تسخيرُ المخلوقاتِ لأداء وظائفها، والقيام بخصائصها
فليسَ هُناك مخلوق يستعصي ويمتنع عن أداء مهمته في هذا الكون، وهذا ما استدل به موسى - عليه السلام - حين سأله فرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى} أجاب موسى بجواب شافٍ كافٍ فقال: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه/49، 50] أي: ربنا الذي خلق جميع المخلوقات، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به؛ من كبر الجسم وصغره وتوسطه وجميع صفاته، ثم هدى كل مخلوق إلى ما خلقه له، وهذه الهدايةُ هي هداية الدلالة والإلهام وهي الهدايةُ الكاملةُ المشاهدَةُ في جميع المخلوقات، فكلُّ مخلوق تجده يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضَارِّ عنه، حتى إنَّ الله أعطى الحيوان البهيم من الإدراك؛ ما يتمكن به من فعل ما ينفعه، ودفع ما يضره، وما به يؤدي مهمته في الحياة، وهذا كقوله تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة/7].
فالذي خلق جميعَ المخلوقات، وأعطاها خلقَها الحسنَ - الذي لا تقترح العقول فوق حسنه - وهداها لمصالحها، هو الرب على الحقيقة، فإنكارُهُ إنكارٌ لأعظم الأشياء وجودًا، وهو مكابرة ومُجاهرة بالكذب، فالله أعطَى الخلق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا، ثم هداهم إلى طريق الانتفاع به، ولاشك أنه أعطى كل صنف شكلَه وصورتَهُ المناسبة له، وأعطى كل ذكر وأنثى الشّكلَ المناسبَ له من جنسه، في المناكحة والألفة والاجتماع، وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به، وفي هذا براهين قاطعة على أنه جل وعلا رَبُّ كُلِّ شيء، وهو المستحقُّ للعبادةِ دون سواه...
وفي كُـلِّ شـيءٍ لَـهُ آيـةٌ ** تَدلُّ على أنّه الواحدُ
ومما لا شك فيه أنَّ المقصودَ من إثبات ربوبيته - سبحانه - لخلقه وانفراده لذلك: هو الاستدلال به على وجوب عبادته وحده لا شريك له؛ الذي هو توحيد الألوهية، فلو أن الإنسان أقر بتوحيد الربوبية ولم يقر بتوحيد الألوهية أو لم يَقُمْ به على الوجه الصحيح؛ لم يكن مسلمًا، ولا موحدًا؛ بل يكون كافرًا جاحدًا
من كتاب عقدية التوحيد للشيخ الفوزان
SHOOQ